لا يكاد منزل يخلو من المشكلات والصراعات والصدامات بين الزوج والزوجة، لكن الزوجة الواعية عليها أن تحذر بشدة من تأثير وتداعيات صداماتها مع زوجها على مشاعر أطفالها وحالتهم النفسية، لأن الطفل عندما يجد والديه يتشاجران أمام عينيه يشعر بحالة من القلق الشديد وربما تتفاقم هذه الحالة وتصل إلى حد الفزع والرفض والانغلاق على النفس.
المشكلة الحقيقية عندما تتشاجرين مع زوجك ثم تشعرين أن الأمر الذي تحاولين أن تثبتيه أو تحققيه أو تجبري زوجك على الإقتناع به أو القبول به أهم من أي شيء آخر، وتكون نتيجة هذا الأمر أنك لا تلاحظين تأثير هذا الشجار على طفلك، مع أنك لو كلفت نفسك للحظات بسيطة تهربين فيها من قبضة الشيطان الذي يسيطر عليك في حالة الغضب، ونظرت في عيني طفلك ستشعرين بفداحة ما تفعلينه أنت ووالده في هذه الحالة، فالطفل يشعر بخوف حقيقي عندما يجد والديه في هذا الوضع الصدامي.
الطفل بطبيعته يحب أن يشعر على الدوام بأن هناك حالة من الوفاق والتناغم والإنسجام بين الوالدين، ويشعر الطفل بالأمان والإستقرار كلما رأى أن والديه قادرين على الحوار بأسلوب هادىء وأنهما حتى في حالة الخلاف في الرأي يستطيعان أن يصلا إلى نقطة إتفاق من دون أن يحتدم بينهما الشجار أو يصلا إلى مرحلة علو الصوت والحدة وما هو أكثر من ذلك.
في بعض الأحيان يستدعي الأمر منك أن تتدخلي لتوضحي لطفلك سبب هذا الخلاف مع والده وسر هذا الشجار الذي تصاعد تدريجياً إلى أن وصل إلى هذه الدرجة التي أزعجته وسببت له كل هذا القلق.
لابد أن تطلبي من زوجك عند لحظة معينة تأجيل النقاش والتوقف عن الشجار لكي لا يستمر إيذاء مشاعر الطفل الذي يواصل المتابعة ويترقب ردود الأفعال ويخشى من كل تطور مقبل مع تزايد وتيرة المواجهة الجارية أمام عينيه بين أهم شخصين عنده في الحياة.
لابد أن تتوقفي عن خوض هذه المعركة بعض الوقت وتطلبي من زوجك بكل إحترام وتهذيب عدم مواصلة الحوار في اللحظة الراهنة والتوجه إلى الطفل لمنحه دفعة من الأمان والتهدئة والتأكيد له على أن هذا الشجار ليس خطيراً جداً كما قد يبدو عليه الأمر، وتبدأين في شرح بعض الأمور العامة عن طبيعة ما جرى ويجري بأسلوب يمكن أن يستوعبه عقل طفلك المهم أن يكون هدفك هو بث روح الطمأنينة في نفس طفلك وتهدئة روعه.
من الضروري أن تكوني مبادرة في هذه اللحظة بحيث تبعدي تفكير ذهنك عن هذه الحالة من القلق والإحتقان وتتحدثي عن إعداد وجبة طعام شهية له أو تعدينه بالخروج في نزهة كان يشتاق إليها مع التأكيد على أن والده سيكون مشاركاً في كل هذه الأمور الجميلة المحببة إلى نفسه، لأنك بهذه المبادرات ستبعثين برسالة إلى طفلك مفادها أن هذا الشجار أو الصدام بينك وبين والده لا علاقة له به هو ولن يكون مسؤولاً عنه على الإطلاق حتى لو كان سبب هذا الصدام متعلقاً به أو بصحته أو ملابسه أو حياته الدراسية أو أي أمر مشابه.
الكاتب: أحمد عباس.
المصدر: موقع رسالة المرأة.